إكتشاف أمراض القلب التاجية في عصر فيروس كورونا COVID 19

Heart health

نحن نعلم جميعا أنه في الأغلب يكون لنمط حياتنا تأثير مباشر علي صحتنا و خاصة صحة القلب التي من الأرجح أن تتأثر سلبيا من التدخين، وإتباع نظام غذائي غير صحي أو عدم ممارسة الرياضة بالقدر الكافي.   

وقع تأثير فيروس كورونا COVID 19

 

يعاني معظم أولئك الذين كانت نتائج فحص الفيروس إيجابية من أعراض مماثلة للإنفلونزا و التي تشمل إرتفاع بالحرارة والسعال الجاف المزعج ، و إلتهاب الحلق، و الصداع، و الشعور بالإرهاق. وقد تكون هذه الأعراض خفيفة الحدة عند البعض. 

 و مع ذلك، يعاني عدد اقل من مصابي الفيروس من مضاعفات أكثر خطورة فبخلاف صعوبة التنفس، قد تظهر في بعض المرضي أعراض تشبه النوبة القلبية.

يوضح الدكتور سيمون ديفيز، إستشاري القلب التدخلي في قسم أمراض القلب المشهور مستشفي رويال برومبتون و هيرفيلد قائلا : "قمنا في مثل هذه الحالات بإجراء مجموعة من الفحوصات وتشمل تخطيط القلب وتحاليل الدم و التي أظهرت تغييرات مماثلة للنوبة القلبية ورغم ذلك، لم تظهر صور الأشعة السينية أي إنسدلد في الشرايين الرئيسية. بل كان هناك مؤشرات لإلتهاب في القلب نتيجة للإصابة بالفيروس."

ويتابع قائلا " من المهم جدا لأي شخص تظهر عليه علامات النوبة القلبية أن يسعي لتلقي الرعاية الطبية فوراً. لقد قمنا بتطوير مسارات خضراء آمنة من الفيروس بمستشفي هيرفيلد وهي مناطق معزولة من المستشفي يتم توجيه المرضي الذين لم يصابوا بالفيروس إليها عبر ممرات منفصلة من المستشفي حيث يمكنهم تلقي العلاج الذي يحتاجون إليه."

أخذ صحة القلب علي محمل الجد

 

 وباء الكوفيد19  سبب رئيسي لنأخذ صحة القلب علي محمل الجد. فأمراض القلب والأوعية الدموية هي واحدة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي الي الوفاة في العديد من الاماكن بالعالم. و ترتبط عوامل الخطر للأصابة بالفيروس، والتي قد توتك بالحياة، بنفس عوامل الخطر الرئيسية المرتبطة بصحة القلب والأوعية الدموية مثل مرض السكر، و مرض القلب، والسمنة، والتدخين.

من المهم الحفاظ علي صحة القلب و الأوعية الدموية بممارسة الرياضة بانتظام، و إتباع نظام غذائي صحي، واالحفاظ علي الوزن و تجنب التدخين. بإمكان  تغيير  السلوكيات التي تزيد من عوامل الخطر ان تُحسن عوامل الخطر البيولوجية مثل إرتفاع ضغط الدم، و الكوليسترول و مستوي السكر بالدم.

لنمط الحياة تأثير بالغ علي إحتمال الإصابة بأمراض شرايين القلب التاجية

أكثر أمراض القلب شيوعا هي وراثية، فوجود مرض بالقلب بأفراد العائلة يزيد فرص شخص بالإصابة به. أمراض شرايين القلب التاجية هي أكبر قاتل للرجال و النساء، فيسفر عن وفاة ثلث الرجال و ربع النساء. في واقع الأمر، إنه قاتل أكبر للنساء من سرطان الثدي.

و يعلق الدكتور ديفيز قائلا:" قد يكون لدي الشخص ما قريبا بعائلته مريضا بالقلب التاجي، لكن نمط حياته قد تؤدي بتعجيل إصابته بمرض القلب مبكرا بفترة 20 عاما، أو قد يؤجل إصابته بهذا المرض لمدة 20 عاما. حتي أثناء الحظر المنزلي بسبب الفيروس  من المهم محاولة إتباع نظام غذائي صحي. قد يصعب ممارسة الرياضة خارج المنزل و لكن يوجدد العديد من مقاطع الفيديو و التطبيقات التي ممكن أن تساعد علي التحفيز إليها."

معرفة أعراض المرض

هناك مؤشرات تحذيريه لأمراض شرايين القلب مثل الشعور بضيق التنفس أثناء عمل مجهود، ألم بالصدر، أو ببساطة الشعور بضيق بالصدر أو الإحساس بوزن ثقيل علي صدرك يسبب لك عدم الإرتياح.

"معرفة التاريخ الصحي لعائلتك و مستوي الكوليسترول الخاص بك هو أمر حيوي"

حتي الآن، في العصر الذي يتمحور التعليم حول آثار اختيار نمط حياة غير صحي بصورة افضل  بصورة افضل أي وقت مضي، الإ أن أمراض شرايين القلب التاجية لا تزال تؤثرعلي كل من يتبع النصائح الصحية و من يهمل في صحته.

لهذا السبب يؤكد الدكتور ديفيز بأن الفحص هو المفتاح لإكتشاف المشاكل سريعا و التأكد من عدم تشخيص المرض بشكل غير صحيح.

يتضمن الفحص مجموعة متنوعة من الإختبارات لصحة القلب

إذا شعرت بألم أو ضيق بالتنفس، فإنني أنصح دائما بالذهاب أولا إلي طبيب الأسرة. فهو يعرف المزيد عن تاريخك الصحي و يمكنه تحويلك إلي طبيب قلب إذا أشارت الأعراض إلي أنك تحتاج لعمل فحص ما للقلب.

ليس بالضرورة أن يكون سبب ألم الصدر أو ضيق التنفس علة بالقلب، حيث هناك العديد من الأسباب الأخري. إذا اشتبه طبيبك في وجود حالة أخري مثل مرض بالرئة يستطيع تحويلك لأخصائي آخر مناسب."

يشمل فحص مرض القلب التاجي العديد من مختلف ا الفحوصات. وقد تتضمن الآتي: فحص مستوي الكوليسترول بالدم، فحوصات غير إختراقية للجسم تظهر مدي فعالية القلب في ضخ الدم حول الجسم، كما تحتوي علي تقنيات تصوير جديدة ومتطورة التي تمنح أطباء القلب صورا مفصلة و دقيقة للغاية لصحة كل شريان من شرايين قلب المريض.

إستخدام فحوصات غير الإختراقية للجسم يقلل من المضاعفات

 

تتضمن قسطرة القلب، وهي أحد تقنيات التصوير المستخدمة حاليا لفحص أمراض  شرايين القلب التاجية، عنصرا إختراقيا للجسم حيث يتم تمرير انبوب دقيق و مرن من خلال الشرايين ليصل إلي القلب من أجل إلتقاط الصور.

من خلال هذا الانبوب نفسه، يمكن تركيب دعامة لفتح شريان تالف لإصلاح مشكلة في الحال. و مع ذلك، يعتقد الدكتور ديفيز أن "المعيار الذهبي" من حيث الفحص يجب أن يشمل أولا فحوصات تصوير جديدة غير إختراقية للجسم.

" لا يخلي وضع أنبوب ليصل إلي القلب من إحتمال صغير في حدوث مضاعفات. يمكننا الآن من خلال تقنيات التصوير الجديدة الغير اختراقية التي يمكن اجرائها في مركز متخصص، نستطيع نحن أطباء القلب  بناء صور تشريحية لصحة قلب شخص ما و من ثم نقرر إذا كان يحتاج المريض إلي المضي في إجراء قسطرة القلب وهذا  يساعد في الوصول إلى أفضل نتائج للمريض."

فحص أشعة مقطعية حديثة للشرايين التاجية

 

 

 

 

 

 

اليسار: إعادة بناء التركيب التشريحي للقلب بالتصوير ثلاثي الابعاد، ورؤية الشرايين التاجية. هذه الآن أداة قياسية للفحص.

اليمين: في الآونة الأخيرة، تستخدم أجهزة الكمبيوتر لتحليل الصور للتعرف علي تدفق الدم علي طول كل فرع من الشرايين التاجية و ما إذا كانت طبيعية (زرقاء)، أو تحوي ضيق صغير ( خضراء أو صفراء)، أو بها ضيق شديد (حمراء).

 

 المستشار

دكتور سيمون ديفيز  

إستشاري طبيب القلب التدخلي

،متخصص في أمراض القلب التاجية والقسطرة ، أمراض صمام الأورطي و ال TAVI وأمراض القلب المرتبطة بالأورام